أسمع هذه القصة:
امرأة عجوز ذهب بها إبنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الانتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته ...فاقترب منها، قالت له يا أخ: لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..
يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي ترحمه.
ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات...
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء .
هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:
أغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهلاً........بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر
قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى........ولك الجواهر والدراهم والدرر
فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا........والقلب أخرجـه وعاد على الأثر
ولكنه من فـرط سرعته هوى........فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر
ناداه قلب الأم وهـو معفـر........ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه........ غضب السماء به على الولد انهمر
ودرى فظيع خيانة لم يؤتها ........... أحد سواه منذ تاريخ البشر
فارتد نحو القلب يغسله بما ... .......أجرت دموع العين من سيل العبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا .... .........تغفر فان جريمتي لا تغتفر
وإذا غفرت فإنني أقضي انتحارا.......... مثلما يغاث من قبلي انتحر
فاستل خنجره ليقتل نفسه................. طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا ............... تذبح فؤادي مرتين على الأثر