ذكر الشاطبي - - في "الموافقات" جواباً عن هذا السؤال، فقال ـ كما في ط.مشهور حسن (4/203) ـ في كلامه على الأنواع المضافة إلى القرآن ،وأنها تنقسم إلى أقسام:
(ومنها: كثرة مجيء النداء باسم الرب المقتضي للقيام بأمور العباد وإصلاحها؛ فكأن العبد متعلق بمن شأنه التربية والرفق والإحسان، قائلًا: يا من هو المصلح لشئوننا على الإطلاق أتم لنا ذلك بكذا، وهو مقتضى ما يدعو به، وإنما أتى "اللهم" في مواضع قليلة، ولمعانٍ اقتضتها الأحوال) انتهى.
قال شيخنا السعدي- -في تفسير سورة الفاتحة عند قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ }
الرب: هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى
الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة،
التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان،
ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم
وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. اهـ
م/ن